الثلاثاء، 8 مارس 2022
الأربعاء، 9 فبراير 2022
مسبار الأمل يكشف وفرة الأكسجين في غلاف المريخ
أطلق مشروع الإمارات لاستكشاف المريخ «مسبار الأمل» خلال عام مضى ومنذ دخوله بنجاح لمداره العلمي، حزمتين من البيانات العلمية، الأولى رصدت الفترة بين 9 فبراير و22 مايو، وأطلقت في 9 أكتوبر الماضي، فيما الثانية من 23 مايو إلى 31 أغسطس 2021، وأطلقت 7 فبراير الجاري، وتم خلالهما كشف ملاحظات غير مسبوقة عن الغلاف الجوي للكوكب الأحمر، تشير إلى وفرة الأكسجين الذري وأول أكسيد الكربون بصورة غير متوقعة في الغلاف الجوي العلوي للكوكب، فضلاً عن معلومات جديدة مهمة وغير مسبوقة ستساعد المجتمع العلمي العالمي على استحداث نماذج علمية أكثر دقة للغلاف الجوي للمريخ وتساهم في فهم أعمق لتغيراته.
ملاحظات جديدة
وكشفت الحزمة الأولى من البيانات العلمية صوراً فريدة للمريخ ترصد ملاحظات غير مسبوقة حول سلوك غازات الغلاف الجوي للكوكب الأحمر والتفاعلات التي تحدث بينها، حيث تُظهر الملاحظات التي تم التقاطها بواسطة المقياس الطيفي بالأشعة ما فوق البنفسجية لمسبار الأمل اختلافات كبيرة، في وفرة كل من الأكسجين الذري وأول أكسيد الكربون في الغلاف الجوي العلوي للمريخ في الجانب النهاري من الكوكب، فيما تكشف هذه الملاحظات عن هياكل لم تكن متوقعة من ناحية الحجم والتعقيد، فيما سيكون لذلك تأثير على النماذج العلمية المعروفة حالياً للغلاف الجوي للمريخ، وكذلك على فهمنا لتغيراته.
وتساهم هذه الاكتشافات الجديدة في تغيير المفاهيم السابقة للعلماء حول توزيع الضوء فوق البنفسجي المنبعث من الغلاف الجوي العلوي للمريخ، حيث تظهر وجود هياكل شاسعة لوفرة الأكسجين الذري التي تختلف في مستوياتها عن المتوقع، و تشير أيضاً لاضطرابات جوية غير اعتيادية في الغلاف الجوي.
نماذج علمية
وبيّنت المعلومات أنه قد تكون الهياكل الموجودة في الصور التي التقطها جهاز المقياس الطيفي للأشعة فوق البنفسجية، ناتجة عن تأثير سلبي للضوء ناتج عن موجات أشعة طويلة تم تصميم الجهاز لرفضها، ولكن لوحظ انبعاث منتظم نسبي من الأكسجين عند الطول الموجي 130,4 نانومتراً عبر الكوكب، وهو عكس ما تم ملاحظته حيث كانت وفرة الأكسجين أعلى بنسبة 50% من المتوقع، ولذلك يعمل الفريق العلمي حالياً على تعديل نماذجه العلمية للغلاف الجوي للتوصل إلى تفسير أفضل وثابت لهذه النتائج.
معلومات غير مسبوقة
وتضمنت الدفعة الثانية من البيانات العلمية التي جمعها المسبار خلال الفترة ما بين 23 مايو إلى 31 أغسطس 2021، معلومات مهمة وغير مسبوقة ستساعد المجتمع العلمي العالمي على استحداث نماذج علمية أكثر دقة للغلاف الجوي للمريخ تساهم في فهم أعمق لتغيراته، وتتضمن الدفعة الثانية 76 جيجابيت من المعلومات والصور والبيانات العلمية التي جمعتها الأجهزة العلمية التي يحملها «مسبار الأمل» على متنه خلال الأشهر الأولى لبدء مهمته العلمية حول الكوكب الأحمر.
الأحد، 10 أكتوبر 2021
مسبار الأمل يرصد ملاحظات غير مسبوقة في الغلاف الجوي للكوكب الأحمر
نشر مشروع الإمارات لاستكشاف المريخ "مسبار الأمل"، صورًا فريدة للمريخ ترصد ملاحظات غير مسبوقة حول سلوك غازات الغلاف الجوي للكوكب الأحمر والتفاعلات التي تحدث بينها.
تُظهر الملاحظات التي تم التقاطها بواسطة المقياس الطيفي بالأشعة ما فوق البنفسجية لمسبار الأمل اختلافات كبيرة في وفرة كل من الأكسجين الذري وأول أكسيد الكربون في الغلاف الجوي العلوي للمريخ في الجانب النهاري من الكوكب.
وقالت المهندسة حصة المطروشي نائب مدير مشروع الإمارات لاستكشاف المريخ "مسبار الأمل" للشؤون العلمية: "تكشف هذه الملاحظات عن هياكل لم تكن متوقعة من ناحية الحجم والتعقيد. ونعتقد أنه سيكون لها تأثير على النماذج العلمية المعروفة حالياً للغلاف الجوي للمريخ، وكذلك على فهمنا لتغيراته".
وأضافت: " أطلقنا أول مجموعة بيانات علمية للمشروع للمجتمع العلمي العالمي". وتابعت: "هذه الملاحظات الجديدة، وتلك التي أعلنّا عنها سابقًا للشفق المنفصل للمريخ، ضمن الدفعة الأولى للبيانات العلمية بالإضافة إلى مجموعة من البيانات التي التقطتها الأجهزة العلمية الثلاثة لمسبار الأمل في الفترة الممتدة بين 9 فبراير و 22 مايو 2021. ومن الآن فصاعدًا، سنصدر بيانات جديدة كل ثلاثة أشهر وبشكلٍ مستمر حتى يستفيد منها المجتمع العلمي حول العالم."
وقال المهندس عمران شرف مدير مشروع الإمارات لاستكشاف المريخ "مسبار الأمل" إن مشاركة الدفعة الأولى من البيانات العلمية القيمة التي جمعها المسبار حول الكوكب الأحمر تعد محطة مهمة في مسيرة مشروع الإمارات لاستكشاف المريخ، كونها تتوج سنوات من العمل الدؤوب والمتفاني لفريق العمل من الكوادر الوطنية بالشراكة والتعاون مع الشركاء الدوليين لهذا المشروع الطموح الذي يعد مساهمة نوعية من دولة الإمارات في مسيرة التقدم العلمي للإنسانية كونه يوفر معلومات غير مسبوقة عن الكوكب الأحمر.
وتساهم هذه الاكتشافات الجديدة في تغيير المفاهيم السابقة للعلماء حول توزيع الضوء فوق البنفسجي المنبعث من الغلاف الجوي العلوي للمريخ، حيث تظهر وجود هياكل شاسعة لوفرة الأكسجين الذري التي تختلف في مستوياتها عن المتوقع و تشير أيضاً لاضطرابات جوية غير اعتيادية في الغلاف الجوي.
وقد تم التقاط الصور في وقت كان المريخ قريبًا من قمة مداره (الأكثر بعدًا عن الشمس) بينما كان النشاط الشمسي منخفضًا، إذ بينت الصور المشهد الاستثنائي لانبعاثات الأكسجين عند الطول الموجي 130.4 نانومتر.
في البداية أعتقد أن هذه الهياكل الموجودة في الصور التي التقطها جهاز المقياس الطيفي للأشعة فوق البنفسجية قد تكون ناتجة عن تأثير سلبي للضوء ناتج عن موجات أشعة طويلة تم تصميم الجهاز لرفضها ولكن لوحظ انبعاثًا منتظمًا نسبيًا من الأكسجين عند الطول الموجي 130,4 نانومتر عبر الكوكب، وهو عكس ما تم ملاحظته حيث كانت وفرة الأكسجين أعلى بنسبة 50٪ من المتوقع. لذلك، يعمل الفريق العلمي حاليًا على تعديل نماذجه العلمية للغلاف الجوي للتوصل إلى تفسير أفضل وثابت لهذه النتائج.
ويتمثّل الهدف العلمي الرئيسي لجهاز المقياس الطيفي بالأشعة فوق البنفسجية الذي يحمله "مسبار الأمل" في قياس الأكسجين وأول أكسيد الكربون في الغلاف الجوي العلوي للمريخ وتنوع الهيدروجين والأكسجين في الغلاف الخارجي.
ويُعد هذا الجهاز الأداة الأكثر دقة للأشعة فوق البنفسجية التي جرى إرسالها في مهمة علمية حول المريخ حتى الآن.
وتركز المهمة العلمية لمشروع الإمارات لاستكشاف المريخ "مسبار الأمل" على دراسة العلاقة بين الطبقتين العليا والسفلى من الغلاف الجوي للمريخ، مما يتيح للمجتمع العلمي تكوين صورة شاملة عن مناخ المريخ وغلافه الجوي في أوقات مختلفة من اليوم، وعبر فصول السنة المريخية.
ويدور مسبار الأمل في مداره العلمي الإهليلجي المخطط له حول المريخ والذي يتراوح ما بين 20000 و43000 كيلومتر، مع مَيل باتجاه المريخ بمقدار 25 درجة، مما يمنحه قدرة فريدة على إكمال دورة واحدة حول الكوكب كل 55 ساعة، والتقاط ملاحظات شاملة من الكوكب كل تسعة أيام، وذلك خلال مهمته على مدار السنة المريخية (سنتَين أرضيّتَين) لرسم خرائط لديناميكيات الغلاف الجوي للمريخ.
ويعد مشروع الإمارات لاستكشاف المريخ "مسبار الأمل" تتويجًا لعمليات نقل المعرفة وجهود تطويرها، التي بدأت في العام 2006، والتي شهدت عمل المهندسين الإماراتيين مع شركاء علميين من جميع أنحاء العالم لتطوير تصميم الأقمار الصناعية وقدراتها الهندسية والتصنيعية.
ويحمل "مسبار الأمل" ثلاثة أجهزة علمية مبتكرة لرصد الغلاف الجوي للمريخ. ويبلغ وزنه حوالى 1350 كيلوغرامًا، أي ما يعادل سيارة دفع رباعي صغيرة، وقد قام بتصميمه وتطويره مهندسو مركز محمد بن راشد للفضاء بالتعاون مع شركاء أكاديميين، بما في ذلك "مختبر فيزياء الغلاف الجوي والفضاء" في جامعة كولورادو (في مدينة بولدر)، جامعة ولاية أريزونا وجامعة كاليفورنيا (في مدينة بيركلي).
الأحد، 1 أغسطس 2021
مسبار الأمل يلتقط صورة للمنطقة البركانية فوق المريخ
التقط مسبار الأمل صورة للمنطقة البركانية المعروفة باسم (اليسيوم بلانيتيا) فوق سطح المريخ بدقة تصل إلى 145 ميغا بيكسل ضمن مهامه التي ستستمر لرصد مثل هذه الظواهر باستخدام كاميرا الاستكشاف الرقمية من أجل تدعيم فهمنا للرياح المنتشرة في العديد من مناطق "الكوكب الأحمر".
وبحسب التغريدات التي نشرها مركز محمد بن راشد للفضاء عبر حسابه على تويتر أمس، فقد " تم التقاط هذه الصورة في 15 مارس الماضي بواسطة كاميرا الاستكشاف الرقمية (EXI) لمسبار الأمل، من ارتفاع يصل إلى 1325 كيلومتراً فوق سطح المريخ، وتُظهر الصورة المنطقة البركانية المعروفة باسم (إليسيوم بلانيتيا) " .
وذكر المركز في إحدى التغريدات أن " سلسلة رياح داكنة بطول 150 كيلومتراً تتشكل بالقرب من مركز الصورة، وتظهر بهذا اللون بسبب حملها للرمال الداكنة التي تكونت عن طريق تعرية الرواسب البركانية من أرضية الحفرة المجاورة (فوهة صدمية) التي يبلغ قطرها 25 كيلو متراً.
ويشير المركز إلى أن " الهوامش تظهر أكثر سطوعاً للخط الداكن بسبب انتقال الغبار الساطع من الجزء الداخلي المظلم للخطوط، وسيستمر رصد مثل هذه الظواهر، باستخدام كاميرا الاستكشاف الرقمية من أجل تدعيم فهمنا للرياح المنتشرة في العديد من مناطق المريخ".
الشفق المريخي
وفي الثلاثين من يونيو الماضي التقط المسبار صوراً هي الأولى من نوعها لظاهرة الشفق المنفصل في الغلاف الجوي للمريخ أثناء الليل باستخدام الأشعة فوق البنفسجية البعيدة، لإثراء معارف العلماء والباحثين عند دراسة التفاعلات بين الإشعاع الشمسي والمجال المغناطيسي للمريخ وغلافه الجوي.
وتعتبر تلك الصور سابقة على مستوى العالم، إذ توفر تفاصيل عالية الدقة وعبر أطوال موجية لم يتم رصدها سابقاً .
3 أجهزة علمية
وحمل المسبار معه 3 أجهزة علمية صممت لجمع أكبر حجم من المعلومات حول مناخ كوكب المريخ، تساعد في توفير أول صورة متكاملة للغلاف الجوي للمريخ وعلى مدار اليوم وخلال فصول السنة.
وتشمل الأجهزة المذكورة كلاً من كاميرا الاستكشاف «EXI»، وجهاز «المقياس الطيفي بالأشعة تحت الحمراء» وجهاز المقياس الطيفي بالأشعة ما فوق البنفسجية.
وتتيح هذه الأجهزة توفير إجابات علمية مهمة لم يسبق لأي مهمة سابقة أن طرحتها من قبل في مجال استكشاف المريخ، تتضمن البحث عن عوامل مشتركة تجمع بين المناخ الحالي على كوكب المريخ ومناخه في الماضي البعيد قبل خسارته لغلافه الجوي، ودراسة أسباب تلاشي الغلاف الجوي في المريخ عن طريق تعقب اندفاع غازي الهيدروجين والأوكسجين نحو الفضاء.
ومن المقرر أن تستمر مهمة المسبار (687 يوماً أرضياً)، بحيث تمتد حتى أبريل 2023، لضمان رصد الأجهزة التي يحملها على متنه البيانات العلمية المطلوبة التي لم يتوصل إليها الإنسان من قبل حول مناخ المريخ، وقد تتضاعف المدة، إذ تطلب الأمر ذلك، لجمع المزيد من البيانات وكشف المزيد من الأسرار عن "الكوكب".
الثلاثاء، 30 مارس 2021
مسبار الأمل ينتقل إلى مداره العلمي بنجاح
أعلن مشروع الإمارات لاستكشاف المريخ "مسبار الأمل" اليوم انتقال مسبار الأمل من مدار الالتقاط إلى المدار العلمي، بعد نجاح المناورة الأولى عبر تشغيل محركات دفع المسبار التي استمرت لمدة 8.56 دقيقة. وبذلك يستقر المسبار الآن في مداره النهائي حول المريخ استعدادا لبدء مهمته العلمية التي ستستمر لمدة سنتين، وقد يتطلب فقط توجيهاً طفيفاً لمساره لاحقاً.
وقال عمران شرف، مدير مشروع الإمارات لاستكشاف المريخ: " لقد كانت مناورة انتقال مسبار الأمل إلى المدار العلمي بالغة الأهمية، ويمكنني القول أنها كانت آخر لحظة حرجة للمهمة وذلك بسبب وجود احتمالية فقدان المسبار خلال المناورة. نحن نقيّم حالياً نتائج تلك العملية، ولكننا واثقون من عدم حاجتنا إلى إجراء مناورة أخرى كبيرة لتعديل المدار
وانتقل مسبار الأمل من مدار الالتقاط، البالغ 1063 كلم إلى 42461 كلم، إلى مدار علمي يبلغ 20000 كلم إلى 43000 كلم. وتعد هذه المناورة آخر عملية خطرة لاستخدام محركات الدفع خلال رحلة مسبار الأمل منذ انطلاقه إلى الفضاء يوم 20 يوليو 2020. وستبدأ المرحلة العلمية للمسبار بتاريخ 14 أبريل المقبل بعدد من عمليات المعايرة والاختبار التي تهدف إلى التأكد من سلامة الأجهزة العلمية الثلاثة و ضمان دقة قياساتها العلمية. وستبدأ المهمة العلمية للمسبار، والتي ستمتد لمدة عامين من جمع البيانات العلمية، بتاريخ 23 مايو 2021.
وبدورها، قالت حصة المطروشي، نائبة مدير المشروع للشؤون العلمية: "بمجرد أن نتمكن من وصول مدارنا العلمي المستقر ونباشر استخدام أدواتنا العلمية، سنبدأ ببناء مجموعات البيانات واختبار أنظمتنا من خلال البيانات الحية. وتلك البيانات التي سنقوم بمعالجتها وتنسيقها ومشاركتها مع المجتمعات العلمية والأكاديمية في العالم بشكل مفتوح من خلال موقعنا الإلكتروني".
وتعد عملية جمع البيانات العلمية حول الكوكب الأحمر عملية معقدة تتألف من إجراء عدة "دورات" حول المريخ وتحديد كل مجموعة من القياسات لبناء صورة متكاملة لحركة الغبار والجليد وبخار الماء في طبقات الغلاف الجوي للكوكب. بالإضافة إلى ذلك سيقيس المسبار درجات الحرارة في طبقات الغلاف الجوي وانتشار كل من غاز الهيدروجين والأوكسجين وأول أكسيد الكربون والأوزون. ويتيح المدار البيضاوي الفريد لمسبار الأمل، بزاوية 25 درجة، جمع بيانات وصور عالية الدقة للغلاف الجوي للكوكب كل 225 ساعة (9.5 أيام).
ويحمل مسبار الأمل ثلاث أجهزة علمية هي: كاميرا الاستكشاف، وهي كاميرا رقمية بدقة 12 ميغابكسل تلتقط صوراً عالية الدقة للمريخ إلى جانب قياس الجليد المائي والأوزون في الطبقة السفلى من الغلاف الجوي عبر حزم الأشعة فوق البنفسجية. والمقياس الطيفي بالأشعة تحت الحمراء - يجمع المقياس الطيفي معلومات عن درجات حرارة السطح والغلاف الجوي ويقيس التوزع العام للغبار وسحب الجليد وبخار الماء في الطبقة السفلى من الغلاف الجوي المريخي. بالإضافة إلى المقياس الطيفي بالأشعة فوق البنفسجية - يقيس الأوكسجين وأول أكسيد الكربون في الغلاف الجوي وتنوع الهيدروجين والأوكسجين في الطبقة العليا من الغلاف الجوي للكوكب الأحمر.
ويشار إلى أن مهندسي مركز محمد بن راشد للفضاء عملوا على تصميم وبناء مسبار الأمل وأجهزته العلمية بالتعاون مع شركاء المعرفة الدوليين، بما فيهم مختبر فيزياء الغلاف الجوي والفضاء في جامعة كولورادو بولدر وجامعة ولاية أريزونا وجامعة كاليفورنيا بيركلي.
وتتزامن رحلة مسبار الأمل التاريخية إلى الكوكب الأحمر مع عام الاحتفالات باليوبيل الذهبي لدولة الإمارات
الأربعاء، 24 فبراير 2021
محمد بن راشد ومحمد بن زايد يكرمان فريق مسبار الأمل
ضمن فعاليات خلوة الخمسين التي تقام برئاسة صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي رعاه الله وصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة كرم سموهما فريق مشروع الإمارات لاستكشاف المريخ مسبار الأمل الذي يضم أكثر من مائتي مهندس ومهندسة، تقديراً لجهودهم الاستثنائية التي بذلوها على مدى السنوات الست الماضية في تصميم وتنفيذ وبناء مسبار الأمل وإطلاقه بنجاح وتوجيهه طيلة مراحل رحلته إلى الكوكب الأحمر قبل أن تُتوَّج الرحلة بوصول المسبار مدار المريخ، لتدخل دولة الإمارات رسمياً التاريخ كأول دولة عربية وإسلامية ترسل مهمة فضائية استكشافية إلى المريخ وخامس دولة في العالم تحقق هذا الإنجاز العلمي، وصاحبة أول مهمة علمية من نوعها لرصد مناخ المريخ من خلال توفير ثروة من البيانات عن مناخ الكوكب الأحمر والظروف الجوية فيه، ضمن مقاربة علمية غير مسبوقة في تاريخ البعثات المريخية وسط احتفاء الأوساط العملية في العالم بهذا المنجز الإماراتي ومشاركة رسمية وشعبية في الإمارات في متابعة بعثة الإمارات للمريخ منذ الانطلاقة الناجحة في يوليو الماضي وحتى وصول المسبار إلى وجهته واحتفاء الملايين في الوطن العربي بهذا الإنجاز العلمي الضخم.
جاء ذلك في استقبال خاص لفريق مسبار الأمل، ضمن خلوة الخمسين، التي تعقد في باب الشمس، بدبي، برئاسة صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، وصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، وتستمر على مدى يومين بهدف وضع إطار تطويري شامل لدولة الإمارات، لدفع مسيرة التنمية خلال الخمسين عاماً المقبلة، وحشد مختلف الجهود والإمكانات والطاقات لصياغة منظومات عمل جديدة، وتجديد الهياكل المؤسسية وبناء الكوادر الوطنية ووضع استراتيجيات تفصيلية في شتى القطاعات الحيوية، مع الأخذ في الاعتبار الأولويات الوطنية، بما يسهم في وضع الإمارات على طريق الخمسين عاماً المقبلة، برؤية تنموية مستقبلية مستدامة تساهم في أن جعلها في مصاف الدول الأكثر تميزاً وتطوراً على مستوى العالم.
وقد أثنى صاحبا السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم والشيخ محمد بن زايد آل نهيان على جهود أعضاء الفريق الذين يمثلون مجموعة من خيرة الكفاءات العلمية والهندسية والبحثية في دولة الإمارات، والذين ينسب لهم الفضل في قيادة أهم مشروع وطني يمثل الإمارات والأمة العربية، مؤكدين سموهما بأن شباب الإمارات، من مهندسين وعلماء وباحثين وتقنيين مختصين، يساهمون في إعادة الأمة العربية إلى طريق الإنتاج المعرفي، مستلهمين روح العصر الذهبي للحضارة العربية والإسلامية، التي أنارت بإنجازاتها وابتكاراتها العالم، وما قدموه اليوم هو أكبر فخر للإمارات وأكبر فخر للوطن العربي.
أجمل إنجاز
وأكد صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم بالقول تكريم فريق مسبار الأمل ضمن خلوة الخمسين لإرسال رسالة بأن مشاريع الخمسين القادمة لن تقل عن مستوى مشروع مسبار الأمل ، لافتاً سموه بأن مسبار الأمل أجمل إنجاز نهديه لشعب الإمارات بمناسبة الذكرى الخمسين لقيام اتحادنا الغالي.
وأضاف سموه الرحلة التي خاضها 200 مهندس ومهندسة من كفاءاتنا الوطنية في تصميم وبناء وإطلاق مسبار الإمارات للمريخ جزء من رحلة الإمارات نحو المستقبل، متوجهاً سموه للفريق بالقول ملايين العرب الذين تابعوا معنا رحلة مسبار الأمل إلى المريخ عاشوا لحظة فخر وانتماء.. وهم يشاهدون أملاً عربياً يحمل اسما عربياً.. يصل إلى أبعد نقطة في الكون.
وختم صاحب السمو قائلاً اليوم لدينا أبطال حقيقيون من الكوادر العلمية الوطنية سيدفعون مسيرة الوطن نحو المزيد من التفوق والتميز والارتقاء.
كما قال سموه شعب الإمارات متواضع ومثابر.. أرجله في الأرض ولكن طموحاته في السماء.
الهدف صنع إنسان
من جانبه، قال صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان فريق مسبار الأمل هم غرس طيب في هذه الأرض المعطاء.. عملوا واجتهدوا.. واليوم الوطن يقطف ثمار هذا الغرس.
وأكد سموه بأن أبناء زايد وبناته رفعوا رؤوسنا عالياً.. ورفعوا راية الإمارات إلى أعمق نقطة في الفضاء.. وكتبوا اسم الوطن الغالي في سجلات التاريخ بحروف من نور، مشيراً سموه بالقول لم يكن هدفنا أن نصل إلى المريخ وإنما أن نعدّ إنساناً متسلحاً بالعلم والمعرفة والإيمان.. وبناء ثروة بشرية قادرة على أن توصل الإمارات إلى القمة.
ولفت سموه إلى أن نجاح فريق "مسبار الأمل رفع سقف طموحات الأجيال المقبلة.. ودولة الإمارات بعزيمة أبنائها وهمتهم قادرة على مواصلة تحقيق إنجازات أكبر.
وذكر سموه: نبدأ رحلة الخمسين عاماً المقبلة بانطلاقة قوية.. هناك مشاريع ضخمة مقبلة.. وأمامنا مهمة تأهيل الكفاءات والخبرات الوطنية لقيادة المستقبل، موضحاً سموه بأن إمارات المستقبل ستسهم بشكل أساسي في قيادة مسيرة النهضة العلمية والمعرفية عربياً.. ومؤسساتنا العلمية تفتح أبوابها للشباب العربي كي يكونوا جزءاً من المسيرة.
وقال سموه خلال اللقاء فرحتنا كبيرة يا أبنائي.. ولقاؤنا اليوم يختلف فهو يأتي بعد أن حققتم الأمل الذي كان يتمناه الجميع.. نفتخر بكم لأنكم رفعتم اسم بلدكم وأهلكم ومنطقتكم والعرب جميعاً من خلال البشارة الجميلة التي بشرتم بها العالم.
وقال سموه إن منهاج تعليم أبنائكم وأحفادكم اليوم في الإمارات سيختلف عن تعليمنا في السابق لأن المواضيع والقصص ستكون مختلفة.. فقد صنعتم تاريخاً جديدا لبلدكم وأبنائكم وأمتكم وقصصاً جميلة سنرويها لأبنائنا وأحفادنا وأهلنا.. من خلال تحقيق الأمل الذي كانت تحلم بالوصول إليه الكثير من الأمم والدول.. النجاح من المرة الأولى والتجربة الأولى وبسرعة وجهود جبارة فكانت النتيجة مشرفة.
وحضر الاستقبال سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم ولي عهد دبي رئيس مركز محمد بن راشد للفضاء، وسمو الشيخ سيف بن زايد آل نهيان وزير الداخلية وسمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان وزير شؤون الرئاسة وعدد من الوزراء والمسؤولين.
رحلة المسبار والإنجاز التاريخي
وكان التاسع من فبراير 2021 قد دخل روزنامة الإنجازات الكبرى في سجل الإمارات والوطن العربي، مع وصول مسبار الأمل إلى المريخ ودخول مداره بنجاح، تمهيداً لبدء مهمته العلمية غير المسبوقة في رصد مناخ المريخ وتقديم صورة هي الأشمل من نوعها في تاريخ البعثات المريخية السابقة.
وقد تابع الملايين في الإمارات والعالم الحدث العلمي الأبرز في تاريخ الأمة العربية، مع تصاعد وتيرة الترقب والإثارة في الدقائق الأخيرة ما قبل وصول المسار إلى مدار الالتقاط حول الكوكب الأحمر، وسط تغطية إعلامية كبرى تم نقلها من محيط برج خليفة، أعلى صرح في العام من صنع الإنسان، إلى كل أنحاء العالم عبر مختلف محطات التلفزة المحلية والإقليمية، وعبر مختلف منصات التواصل الاجتماعي. وقد اكتسى برج خليفة والعديد من المعالم المعمارية والتاريخية في الدولة وعدد من دول العربية باللون الأحمر، الذي يميز تضاريس المريخ.
وشهدت الفعالية استعراض رحلة مسبار الأمل منذ أن كان فكرة طرحت في الخلوة الوزارية في العام 2013، قبل أن يتم اعتماد المشروع باعتباره إنجازاً علمياً يلخص المسيرة التنموية للإمارات خلال خمسين عاماً من تأسيسها، مروراً بتأهيل وإعداد كفاءات علمية إماراتية نجحت خلال ست سنوات في تصميم وتطوير وبناء مسبار الأمل، ضمن شراكة معرفية مع عدة مؤسسات علمية وأكاديمية عالمية، ليتم تصميم وبناء المسبار خلال ست سنوات، ضمن فترة قياسية، مقارنة بمشاريع عالمية مشابهة، وبكلفة تعد الأقل من نوعها قياسا بمشروع بمثل هذا الحجم.
وكانت اللحظات الحاسمة والحرجة لمرحلة دخول مسبار الأمل إلى مدار الالتقاط حول المريخ قد بدأت عند الساعة 7:30 من مساء الثلاثاء، 9 فبراير 2021، بتوقيت الإمارات، مع قيام المسبار بتشغيل محركاته الستة للدفع العكسي ذاتياً، وذلك تبعاً لعمليات البرمجة التي كان فريق العمل قد أجراها مسبقاً قبل إطلاقه، حيث أبطأ المسبار سرعته من 121 ألف كيلومتر إلى 18 ألف كيلومتر في الساعة، في عملية استغرقت 27 دقيقة، مستخدماً في الأثناء نصف ما يحمله من وقود. وقد انتهت عملية حرق الوقود عند الساعة 7:57 مساء ليدخل المسبار بأمان إلى مدار الالتقاط. وعند الساعة 8:08 مساءً تلقت المحطة الأرضية في الخوانيج بدبي إشارة من المسبار بنجاح دخوله مدار المريخ، لتدخل دولة الإمارات تاريخ البعثات المريخية كأول دولة عربية وإسلامية وخامس دولة في العالم تنجح في الوصول للكوكب الأحمر.
وحتى اللحظة، يكون مسبار الأمل قد أنجز أربع مراحل رئيسة في رحلته إلى المريخ، التي امتدت نحو سبعة شهور قطع خلالها أكثر من 493 مليون كيلومتر، وذلك منذ إطلاقه في 20 يوليو الماضي من مركز تانيغاشيما الفضائي في اليابان، وهي مرحلة الإطلاق، ومرحلة العمليات المبكرة، ومرحلة الملاحة في الفضاء، ومرحلة الدخول إلى المدار.
ويتبقى أمامه مرحلتان هما الانتقال إلى المدار العلمي، والمرحلة العلمية، التي يبدأ فيها مهمته كأول مرصد جوي للكوكب الأحمر يوفر صورة عن ظروفه المناخية هي الأشمل من نوعها.
وخلال الأسابيع القليلة المقبلة، سيكون الفريق في محطة التحكم الأرضي، في مركز محمد بن راشد للفضاء، في الخوانيج بدبي على تواصل دائم مع المسبار على مدار 24 ساعة يومياً، علماً بأن المسبار سيكون قادراً أثناء هذه المرحلة من التقاط أول صورة للمريخ خلال أسبوع من وصوله بنجاح إلى مدار الالتقاط.
وبعد التأكد من كفاءة المسبار وأنظمته الفرعية وأجهزته العلمية، سيقوم الفريق ببدء تنفيذ المرحلة الخامسة من رحلة المسبار وهي الانتقال إلى المدار العلمي، من خلال مجموعة عمليات لتوجيه مساره لنقله بأمان إلى هذا المدار ، يتم خلالها إجراء عمليات معايرة شاملة لأنظمة المسبار، قد تمتد إلى 45 يوماً، ومن ثم تبدأ المرحلة الأخيرة في رحلة المسبار وهي المرحلة العلمية المخطط لها أن تبدأ في شهر أبريل المقبل، حيث سيقوم مسبار الأمل بتوفير أول صورة كاملة عن مناخ المريخ والظروف الجوية على سطحه على مدار اليوم وبين فصول السنة.
وسوف تستمر مهمة المسبار سنة مريخية كاملة، وهو ما يعادل687 يوماً أرضياً، بحيث تمتد حتى أبريل 2023، لضمان قيام الأجهزة العلمية الثلاثة التي يحملها المسبار على متنه برصد كل البيانات العلمية المطلوبة حول مناخ المريخ، وقد تمتد مهمة المسبار سنة مريخية أخرى، إذا استدعى الأمر ذلك، لجمع المزيد من البيانات وكشف المزيد من الأسرار عن الكوكب الأحمر.
وسوف يتم مشاركة هذه البيانات مع المجتمع العلمي في العالم، كما ستستفيد مختلف المؤسسات الأكاديمية والجامعية في دولة الإمارات من هذه الثروة المعلوماتية لتمكين المزيد من الكفاءات الإماراتية الشابة في قطاعات الفضاء