الجمعة، 11 نوفمبر 2022

الإمارات في اجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة تدعو الي تضافر الجهود الدولية لإعادة تنشيط الاقتصاد الأفغاني

 

الإمارات تدعو إلى إعادة تنشيط الاقتصاد الأفغاني

اميرة الحفيتي

دعت دولة الإمارات إلى تضافر الجهود الدولية لإعادة تنشيط الاقتصاد الأفغاني، وضرورة مواصلة المجتمع الدولي دعواته إلى سلطات الأمر الواقع بضرورة الحيلولة دون أن تصبح أفغانستان ملاذاً آمناً للإرهابين.

وألقت أميرة الحفيتي، نائبة المندوبة الدائمة للدولة في الأمم المتحدة، بيان الإمارات في اجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة تحت البند 34 من جدول الأعمال: الوضع في أفغانستان. 

وقالت الحفيتي إنه بعد مرور أكثر من عامٍ على سيطرة طالبان على كابول، لا تزال الحالة في أفغانستان مقلقة، خاصة مع تزايد الاحتياجات الإنسانية وانكماش الاقتصاد واستمرار التمييز ضد النساء والفتيات، وحرمانهن من المشاركة الكاملة والهادفة والمتساوية في المجتمع. 

وأضافت: «تزداد الشواغل مع استمرار التهديدات التي تشكلها الجماعات الإرهابية في أفغانستان على الأمن والاستقرار فيها والمنطقة ككل، الأمر الذي يتطلب من المجتمع الدولي مواصلة دعواته إلى سلطات الأمر الواقع بضرورة الحيلولة دون أن تصبح أفغانستان ملاذاً آمناً للإرهابين، على أن تنخرط سلطات الأمر الواقع في حوار جاد وهادف مع المجتمع الدولي بشأن مكافحة الإرهاب وإحلال الأمن في أفغانستان». 

وأكدت الإمارات على أهمية بذل كافة الجهود لإرساء الأمن في أفغانستان وتحقيق الاستقرار والتنمية فيها، بما يلبي آمال وتطلعات الشعب الأفغاني الصديق، إذ يجب هنا إبقاء قنوات الاتصال مفتوحة مع سلطات الأمر الواقع، لاعتبارات واقعية وعملية، وبما يضمن إحراز تقدم ملموس. 

وشددت على دعم الدعوات التي وجهها المجتمع الدولي لسلطات الأمر الواقع – بما في ذلك عبر مشروع قرار– للتراجع عن السياسات والممارسات التي تقيد حقوق النساء والفتيات الأفغانيات، ويشمل ذلك حقهن في التعليم والمشاركة المتساوية في الحياة العامة. وكررت موقفها في أن هذه القيود تتنافى مع كافة الأديان والقيم والمبادئ الإنسانية، وأن مشاركة المرأة وحصول الفتيات على التعليم ليس أمراً اختيارياً، بل ضرورة لتحقيق التنمية والازدهار في أفغانستان، ومثلما أفاد برنامج الأمم المتحدة الإنمائي، خسر الاقتصاد الأفغاني ما يقرب من خمسة مليارات دولار في عام واحد فقط، وسيكون من الصَعب استعادة تلك الخسارة إذا لم يسمح للمرأة المساهمة بشكلٍ فعال في المجتمع وحصول الفتيات على حقهن في التعليم.

وأكدت على الدور الهام الذي تضطلع به منظمة التعاون الإسلامي في هذا الجانب، فالقضايا المتعلقة بحقوق المرأة في أفغانستان لن تعالج دون الأخذ بعين الاعتبار السياقات الثقافية والدينية فيها.

وأكدت دولة الإمارات على أهمية تضافر الجهود الدولية لتقديم المساعدات الإنسانية والمبادرات الثقافية لبناء مستقبل أكثر استقراراً وازدهاراً للشعب الأفغاني. واستكمالاً لدورها التاريخي في دعم الجهود الدولية في أفغانستان ودعم الشعب الأفغاني، وقعت دولة الإمارات مؤخراً على مُذكِرة تفاهم مع اللجنة الدولية للصليب الأحمر لتقديم مساهمة قدرها أربعة ملايين دولار أمريكي لتغطية النفقات التشغيلية والإدارية للمستشفيات في أفغانستان، فضلاً عن تقديم أكثر من مليار وسبعمئة مليون دولار من المساعدات، وتسيير جسور جوية لإيصال الإمدادات الغذائية والطبية لتوفير الاحتياجات الضرورية للشعب الأفغاني وخاصة النساء والأطفال. كما لعبت دولة الإمارات دوراً مهماً وأساسياً في إجلاء نحو خمسين ألف شخص من الأفغان والرعايا الأجانب منذ شهر أغسطس من العام الماضي، وسنواصل التعاون مع الشركاء الإقليميين والمجتمع الدولي لتسهيل وصول المساعدات الإنسانية إلى الشعب الأفغاني.

وقالت الحفيتي: إن فداحة الأزمة الإنسانية تتطلب إعادة تنشيط الاقتصاد الأفغاني من خلال اتخاذ خطوات لزيادة السيولة وتسهيل المعاملات المالية والخدمات المصرفية، بالتعاون مع المؤسسات المالية الدولية والجهات الفاعلة ذات الصلة لتخفيف القيود المفروضة على أفغانستان واتخاذ الترتيبات اللازمة لدعم تشغيل القطاع المالي. ولكن جميعنا يدرك بأن تقديم المساعدات الإنسانية ليس حلاً مستداماً، وبالتالي فإن تنشيط أجزاء من الاقتصاد الأفغاني سيقلل من الاحتياجات الإنسانية للشعب الأفغاني.

وتعمل دولة الإمارات منذ بداية عضويتها في مجلس الأمن، مع باقي أعضاء المجلس، لتعزيز استجابة المجتمع الدولي للتحديات الخطيرة التي تواجهها أفغانستان، وضمان اتباع نهج عملي وبناء لتحقيق هذه الغاية.

وختاماً، أكدت دولة الإمارات على التزامها بدعم الشعب الأفغاني والمشاركة بشكل بناء سواء في مجلس الأمن والجمعية العامة، أو من خلال الترتيبات الإقليمية والدولية لتحسين الأوضاع في أفغانستان.

0 Comments: