الخميس، 10 فبراير 2022

بيانات رحله مسبار الامل حول المريخ تهز ارجاء الفضاء العالمى

 

احتفاء عالمي بحِزَم البيانات وصور المريخ المرسلة من المسبار




قال فهد المومني باحث في معهد كيوشو «مختبر الأقمار الصناعية» باليابان، إن مهمة مسبار الأمل فريدة من نوعها للمجتمع العلمي العالمي وأنه لم يكن الوصول إلى كوكب المريخ مهمة سهلة على الإطلاق، لكن تصميم وطموح ورؤية قادة الإمارات المستقبلية، جعلت ذلك حقيقة، مبيناً أن المهمة لها أهمية كبيرة، لأنها لا تظهر فقط قدرات الدولة، ولكنها ترسل أيضاً رسالة تشجيع للعالم العربي بأسره، ورسالة سلام لجميع الدول الأخرى.


بيانات هائلة

وأضاف أن المشروع يوفر كمية هائلة من البيانات الفريدة، التي لم يتم البحث عنها من قبل، كما أنها مفتوحة للعالم كله لمشاركتها، مشيراً إلى أنه، وبصفته باحثاً عربياً في الخارج، فإنه يرى عديداً من الفوائد التي توفرها بيانات لمجال بحثه، مثل تدهور المواد في بيئة الفضاء، حيث سيساعد في فهم تفاعلات الغلاف الجوي للمريخ وتكوينه، في إعطاء فكرة واضحة حول كيفية محاكاة نفس الظروف على الأرض، لإجراء تجارب على المواد، وتحليل سلوكها في غلاف المريخ، فضلاً عن أنه يرى إمكانات أكبر للتعاون في المشاريع العلمية الفضائية، باستخدام بيانات مسبار الأمل، وخاصة مع العلماء الإماراتيين، لمشاركة وجهات نظرنا كعلماء عرب.


وتابع أنه يمكّنهم كذلك من تناول العديد من الموضوعات المتخصصة لأبحاث الفضاء، مثل دراسات بيئة الفضاء في الإشعاعات والأكسجين والهيدروجين، وتكوين الكربون أحادي أكسيد، وكذلك التعرف إلى الطبيعة الجيولوجية للمريخ، من خلال دراسة غبار المريخ، والسحب الجليدية، ووجود الماء، موضحاً أن هندسة الأقمار الصناعية تستفيد جيداً من هذه المهمة، مثل القدرة على مشاركة أنواع مختلفة من البيانات، في مثل هذه المسافة البعيدة في الفضاء، وكيفية توليد طاقة كافية، وإدارة نظام الدفع، لضمان نجاح المهمة، وهو ما يجيب عن الأسئلة العلمية، في ما يخص وجود حياة في المريخ، وما إذا كان بإمكاننا العيش على هذا الكوكب يوماً ما، وهو ما سوف يجيب عنه مسبار الأمل.

ومن جهه اخرى وفى نفس السياق

هنأ العالم المصري الدكتور فاروق الباز، رئيس مركز الاستشعار عن بُعد في جامعة بوسطن الأمريكية عضو اللجنة الاستشارية لوكالة الإمارات للفضاء، دولة الإمارات بمناسبة مرور عام على وصول مسبار الأمل إلى المريخ، مؤكداً نجاح أولى خطوات المهمة الإماراتية، وواصفاً إياه بأنه إنجاز تاريخي للأمة العربية.

وقال العالم فاروق الباز في رسالة خص بها «البيان»: يعتز العرب في كل مكان بهذا التاريخ الذي يمثل مشاركتنا الحقيقية في جمع العلم والمعرفة عما يجاورنا بالكون، لقد شارك أجدادنا في دعم هذه المعرفة في قديم الزمن ثم توقفنا لقرون طويلة، لذلك فإن مسبار الأمل يعيد لنا مكانة في جمع ما تيسر من صفات كوكب المريخ في العصر الحديث، فهنيئاً للأمة العربية بهذه الخطوة بجمع المعلومات العلمية عن الغلاف الجوي للكوكب الأحمر ثم نشر النتائج على العالم أجمع، وهكذا نقول للعالم أجمع إننا نعاود مشاركتنا في رفعة العلوم والتكنولوجيا في العصر الحديث.

خامس دولة

ولفت الباز إلى أنه بهذا الإنجاز أصبحت الإمارات العربية المتحدة خامس دولة في العالم، وأول دولة عربية، تنجح في وضع مسبار فضائي في مدار كوكب المريخ مع وصول مسبارها «الأمل» إلى مدار الكوكب الأحمر ضمن أول مهمة لدولة الإمارات إلى الكوكب الأحمر، بعد رحلة استغرقت سبعة أشهر، مما سمح له بالبدء في إرسال بيانات عن الغلاف الجوي ومناخ المريخ.

أول مسبار

يذكر أن هذا الإنجاز التاريخي جعل الإمارات صاحبة خامس وكالة فضاء تصل إلى الكوكب الأحمر عبر أول مسبار عربي يقوم برحلة بين الكواكب، حيث يعتبر برنامج المريخ جزءاً من جهود الإمارات لتطوير قدراتها العلمية والتكنولوجية وتقليل اعتمادها على النفط، وأنه للدخول إلى مدار المريخ، احتاج مسبار الأمل إلى أن يحرق بعضاً من 800 كيلوغرام من الوقود الذي يحمله لإبطاء السرعة بما يكفي لعدم تجاوز الكوكب.

صورة كاملة

وأطلق مشروع الإمارات لاستكشاف المريخ، «مسبار الأمل» من مركز فضائي ياباني، ويستهدف تقديم صورة كاملة عن الغلاف الجوي للمريخ لأول مرة ودراسة التغيرات اليومية والموسمية.

فخر عربي

وشرح أنه من فوائد هذا المشروع، الجمع بين المواهب والمجتمعات حول العالم، لغرض إنساني مشترك، حيث يجلب مسبار الأمل، العديد من الفوائد العلمية للعالم، ولعامة الناس، وأن المشروع يلهم العالم، ويجلب لنا كعرب الفخر، ويعيد صورة العصر العلمي العربي الذهبي، بشخصياته وأيقوناته العظيمة، وأن الانفتاح الذي أظهره الإماراتيون في مثل هذه الأنشطة، هو أحد الأسباب التي تجعلنا نؤمن بمستقبل عظيم للعرب في مجال الفضاء، وتسليط الضوء على دافعنا للتعلم، وتحقيق أشياء عظيمة، وسيكون نقطة انطلاق اتحاد الدول العربية، من أجل هدف مشترك واحد مشرف.

0 Comments: