الجمعة، 9 أبريل 2021

الامارات....تشغيل أول محطة نووية سلمية في الوطن العربي

 

الامارات تدخل حقبه جديدة من مصادر الطاقه 





رفعت الإمارات من سقفها في مجالات التطور والحداثة نحو المستقبل بالإعداد والتجهيز ببناء مفاعلات نووية سلمية لتوليد الطاقة النظيفة على أراضيها بهدف التخفيف من مخاطر انبعاثات الغازات الدفيئة والغاز الأحفوري وللتقليل من مخاطر الاحتباس الحراري تستقبل خلال الأسابيع المقبلة محفلا كبيرا على مستوى شعب وقيادة البلاد بتشغيل أول محطة نووية سلمية في الوطن العربي لتحجز مقعدا بين كبار العالم على المستوى النووي كما تسعى الإمارات لأن تكون على خطى كبار الاقتصادات العالمية السلميين مثل ألمانيا واليابان وكوريا الجنوبية إذ لحقت بها المملكة العربية السعودية بعقد اتفاقات عدة على صعيد الطاقة النووية السلمية النظيفة مع كل من الصين وكوريا الجنوبية لإنشاء مفاعلات نووية سلمية على العكس تماما من مساعي النظام الإيراني الذي يسعى إلى الحصول على السلاح النووي لتهديد الأمن والسلم العالميين.


إلى ذلك، تمكنت الإمارات من تعزيز مكانتها الإقليمية والعالمية المرموقة على الصعيد الاقتصادي بفضل استمرار الأداء المتوازن والإيجابي لاقتصاد الدولة، ونتيجة الجهود الواسعة والمستمرة لتعزيز مرونة الاقتصاد الوطني، ورفع قدرته على مواجهة التحديات والمتغيرات الإقليمية والعالمية، مع العمل في الوقت ذاته على تطوير ممكنات النمو وبناء اقتصاد المستقبل، وفي مقدمتها تنويع القاعدة الاقتصادية وتحفيز التوجه نحو الاستدامة، ومواصلة سياسة الانفتاح الإيجابي والارتباط الفعال مع الأسواق العالمية، وبناء الشراكات الدولية المثمرة، التي جلبت لها الشراكة الكورية الجنوبية لتطوير منظومة بناء المفاعلات النووية السلمية، من خلال تبني المقاربات الحديثة والاتجاهات المستقبلية في التنمية، إذ عملت بشكل دائم على ترسيخ دعائم التطور الاقتصادي من منطلق حماية البيئة، بوضع الخطط الاستراتيجية، لتحقيق مستهدفاتها الوطنية في مجالات العمل كافة.
ومن المنتظر أن تدخل الإمارات نادي الدول التي تستخدم الطاقة النووية، باكتمال أول مفاعل نووي إماراتي سلمي، من إجمالي أربعة، قدرة كل منها 1400 ميجاواط، وبذلك ستكون أول دولة عربية تشغل محطة طاقة نووية سلمية وآمنة، وتأتي جاهزية محطة الطاقة النووية الإماراتية في منطقة براكة في أبوظبي لبدء المرحلة التشغيلية بعد تأجيل سابق، حيث كان من المقرر افتتاح المحطة في 2017، كما أعلن سابقا، إذ أفادت معلومات من مصادر إماراتية بأن الشركة الكورية للطاقة الكهربائية "كيبكو" تعمل على إنشاء المحطة.
بدورها، قالت الحكومة الإماراتية، إن مشروع محطات براكة للطاقة النووية السلمية يشكل باكورة الإنجازات الوطنية للإمارات خلال العام الجاري "عام الاستعداد للـ50"، وبهذا الإنجاز الجديد ستصبح الإمارات الأولى عربيا في إنتاج الطاقة النظيفة وإنتاج الكهرباء من تكنولوجيا الطاقة النووية، ويعرف "عام الاستعداد للـ50"، بأنه تعبير حكومي إماراتي يشير إلى استعدادات الدولة للاحتفال بإنجازاتها، مع اكتمال اليوبيل الذهبي لتأسيسها 1971، وتقع محطات براكة للطاقة النووية في منطقة الظفرة غرب البلاد، التي تشكل الجزء الأكبر من إمارة أبوظبي، وتطل على الخليج العربي، وتبعد نحو 53 كيلو مترا إلى الجنوب الغربي من مدينة الرويس، التي تعرف بقلب الصناعة النفطية للإمارات.
ويعد مشروع المحطة النووية الإماراتية أكبر مشروع عالمي منفرد بقيمة 20 مليار دولار، كما تميز إنجاز مشروع الطاقة النووية للإمارات بأنه من أسرع المشاريع التي تم تنفيذها في العالم، التي تسير وفق المخطط والمعلن عنه سابقا، ومن المتوقع أن أن تمثل 27 في المائة، من مزيج الطاقة بحلول 2021، لتسهم الطاقة النووية منها بـ24 إلى 25 في المائة من احتياجات الإمارات من الكهرباء، بحسب مؤسسة الإمارات للطاقة النووية، وتقول الإمارات، إنها ترغب في إنتاج 50 المائة من طاقتها من مصادر نظيفة بحلول عام 2050، إذ ستضاف الطاقة النووية السلمية والنظيفة إلى محفظة الموارد الإماراتية، ومن خلال التعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية، ستصبح الإمارات هذا العام أول دولة في المنطقة تدير محطة لإنتاج الطاقة النووية لأغراض تجارية بصورة آمنة وسلمية.
وعلى صعيد السلامة العامة، تم إصدار المعايير في إطار التزام شركة نواة للطاقة، وهي الذراع التشغيلية للبرنامج النووي السلمي في دولة الإمارات "نواة"، بترسيخ ثقافة السلامة النووية وتطبيق أفضل الممارسات العالمية في هذا الإطار، حيث ستلعب دورا مهما في تحقيق أعلى مستويات التواصل الفعال في مجال السلامة بين موظفي الشركة، الذين يأتون من نحو 40 جنسية، بما ينعكس بشكل إيجابي على عمليات تشغيل المحطات النووية الأربع ضمن المشروع، وبهذا الصدد، قال مارك ريدمان الرئيس التنفيذي لشركة "نواة" للطاقة، "يعمل جميع الموظفين في الشركة على تحقيق أعلى مستويات التواصل حول ممارسات السلامة، في إطار الاستعدادات لتشغيل أول محطات الطاقة النووية السلمية في العالم العربي، حيث ستسهم المعايير اللغوية الخاصة بعمليات المحطات والمرافق النووية التي أصدرناها في تأهيل وتطوير قدرات الموظفين في التواصل الفعال حول هذه الإجراءات والممارسات".
ويعمل لدى "نواة" حاليا أكثر من ألفي موظف، نصفهم من المواطنين الإماراتيين، ومنذ إطلاق البرنامج النووي السلمي الإماراتي، تخرج أكثر من 600 من مواطني الدولة من برامج تعليمية في مجالات العلوم والتكنولوجيا النووية ضمن برنامج المنح الدراسية الذي توفره مؤسسة الإمارات للطاقة النووية، كما تعمل "نواة" حاليا على تدريب نحو 200 مشغل ومشغل أول للمفاعلات النووية، الذين سيتم اعتمادهم بشكل مستقل من قبل الهيئة الاتحادية للرقابة النووية.
بدورها، أعلنت مؤسسة الإمارات للطاقة النووية وشركة نواة للطاقة التابعة لها نتائج تقييم الجاهزية التشغيلية للمحطة الأولى في براكة، التي أجراها فريق دولي من خبراء الطاقة النووية في مركز أتلانتا التابع للرابطة العالمية لمشغلي الطاقة النووية، التي أكدت جاهزية المحطة لبدء المرحلة التشغيلية، إذ تعد عملية التقييم التي تقوم بها الرابطة العالمية لمشغلي الطاقة النووية في هذه المرحلة قبل التشغيل إحدى أهم عمليات التقييم في قطاع الطاقة النووية عالميا، إذ تتماشى مع المعايير الدولية للقطاع النووي التي تحددها الرابطة، التي تتمتع بعضويتها مؤسسة الإمارات للطاقة النووية.
إلى ذلك، سجلت الإمارات خلال عام 2019 تقدما من المرتبة الثالثة إلى الثانية عالميا في قائمة المفاعلات النووية السلمية، بسعة 5.6 جيجاواط بعد الصين، بحسب الرابطة النووية العالمية، ويتسارع نمو احتياجات الإمارات من الطاقة، إذ يتوقع أن يزداد إلى ثلاثة أضعاف العام الجاري، بمعدل سنوي يبلغ 9 في المائة.
ختاما لكل المتخوفين من المفاعل النووي الإماراتي والمشككين فيه، لا توجد أي دواع للقلق بشأن محطة الطاقة النووية "براكة"، كما تشجع الإمارات الدول المهتمة ببرنامجها النووي سواء المؤيدة أو المعارضة بأن تستخدم القنوات المناسبة، حيث يتم توفير المعلومات الخاصة بالأمان النووي، إضافة إلى دعوتهم للمشاركة في الاتفاقية المعنية بالسلامة النووية، والتعرف على سياسات الدولة المتقدمة، المعنية بتبني معايير الأمان لبرنامجها النووي

0 Comments: